متابعة .. سحر رمزي
أعلن التلفزيون الحكومي الإيراني عن رفع أسعار الخبز في 13 محافظة بعد مرور شهر من التمهيد، وفي رد فعل متناقض، نفى محافظ طهران صحة المعلومات بشأن رفع الأسعار في محافظته، مما يشير إلى حالة من الارتباك والذعر من تأثير ردود الأفعال الشعبية.
وذكرت وكالة أنباء الحرس آواخر الشهر الماضي انه “منذ صباح اليوم وبشكل مفاجئ ارتفع سعر الخبز في محافظة خراسان رضوي بنسبة 40٪”.
فيما أفادت مصادر تتبع للمعارضة الإيرانية في مدينة مشهد، بارتفاع سعر الخبز المدعوم من 1400 تومان إلى 2000 تومان، والخبز المدعوم من 2000 تومان الى 2700 تومان.
وقال مصدر مسؤول بالمعارضة الإيرانية: “نشروا الإشاعة، ثم أنكروها، حاولوا الزحف إلى الأمام في مشروع الزيادة بنشر الأخبار المتناقضة والحديث عن الظروف المعيشية للخبازين، وبعد دخول الناس الى الحداد وشهر محرم، رفعوا الأسعار بنسب فلكية، وتناول معظم الناس الخبز وهم يشتمون خامنئي ورئيسي وعلم الهدى ممثل خامنئي”.
وتتناقض أخبار وسائل الإعلام والمسؤولين الحكوميين مثير للريبة، يوجه أصابع الاتهام الى حالات الفساد والخداع والخوف التي يمر بها وكلاء خامنئي بسبب الظروف المتفجرة في المجتمع، لا سيما وانهم يعلمون بان الزيادة الزاحفة في أسعار الخبز والنهب القاسي للباقي من الموائد الفارغة لا يخلوا من كلف سياسية، بحسب المعارضة الإيرانية.
ومع توزيع الفقر بين الناس يتم إغلاق جميع سبل العيش، ويفقد الكثير منهم القدرة على ايجاد قوت يومه، مما يحولهم الى مشاعل انتفاضات مقبلة، أشد من سابقاتها، ولا يغيب عن نظام الملالي أنه لا يستطيع المزاح بشريان حياة المحرومين ولقمة عيشهم.
وحذر العديد من وسائل الإعلام الحكومية من خطر انتفاضة الجياع، ولم يخل الأمر من اشارات واضحة الى الظروف المتفجرة ففي مقالة بعنوان “اخشوا انتشار الفقر بين الناس” تنبأت صحيفة جمهوري إسلامي باليوم الذي ينتفض فيه جيش الجياع، ودعت إلى التفكير بالبقاء في الحكم.
يأتي ارتفاع الخبز في إيران، الخداع الذي يمارس لتمريره، ليضيف إلى حالة الغليان التي يعيشها الشارع الإيراني، ويدلل على عجز النظام عن تلبية الحاجاجات الأساسية للمواطنين، بالشكل الذي يحول دون اندلاع انتفاضات مقبلة، تهدد بقاء الحكم، بحسب المعارضة الإيرانية.