تعرفت على الرفيق صبيح حمادي في أواخر السبعينات، وهو من الرجال الذي يمنحك الثقة، وتشعر أن مخلص، وبالفعل لم يغادرني هذا الشعور حتى بعد لقاءنا مرة أخرى بعد أكثر من 20 عاماً. وصبيح ذلك الموثوق المخلص، الذي بوسعك أن تتخذه صديقا وأنت مطمئن، إخلاصه راسخ لا يتزعزع، له ثقة في نفسه وفي طريقه الذي يسلكه، ورغم أنه صادف في طريقه من يحاول أن يضع العراقيل في طريقه، ومن يثير الغبار ليسيئ إلى النقاء، صبيح لم يتغير، رغم أنهم تآمروا عليه، وسلطوا عليه أصناف الأقزام والصغار، والمتسكعين، وهذا أمر يتكرر مع الكبار، ليسيؤا للمسيرة. وألحفوا به بعض الضرر الذي لم يؤذيه بالدرجة الأولى، فسهامهم كانت حقيرة مكشوفة، بل أساؤا لأنفسهم. ولكن صبيح ظل صامداً ثابت الجنان والخلق والمبادئ.
كلمته قبل يوم من رحيله، كان صوته يأتيني كأنه يخرج من بئر، قلت له ” صبيح، أنهض تعال، العراق يريدك ” فأستحال صوته إلى جهوري وواضح وهتف وكأنه الجندي الباسل في ميدان القتال …” حاضر … حاضر أبو فراس .. أنا جاهز “.
هذا صبيح حمادي الرفيق المناضل الشجاع المخلص، الذي خسرته المسيرة
لذكرى مرور سنة على رحيله …. لروحه في العلياء تحية، أعانقك رفيقي الحبيب .. ولن ننساك أبداً
