ضرغام الدباغ
على مدى الأيام الماضية، أقرأ وأسمع الأخبار وردود الأفعال من كل حدب وصوب، وهناك الغاضب، وهناك المتشفي سراً، وهناك الكاظمون الغيظ، وهناك المتأملون … وأنا منهم …!
ماذا بعد … بالنسبة لي صار سيان أن بقاء الرأس من زواله… الغرض من وجوده تحقق… توفي عام 775م أي قبل 1246 عاماً …ولا يزال شاهرا سيفه يقاتل … لا يحتاج للرأس، ها هو ممتطياً حصانه، ويتقدم الجميع، في معركة بغداد ضد الهمج الفرس وأذنابهم، هم بقضهم وقضيضهم تلملموا، وتمنفخوا وتدافعوا ليزيلوا رأساً من الفولاذ، يا لغبائهم ..كأن القصة هي قصة رأس.. إذا كانت المسألة هي الحقيقة التاريخية فهذه لا تزول حتى لو حرقوا كل كتب التاريخ، وأظنهم سيفعلوها يوماً، يقيمون مجزرة للكتب يكوموها في إحدى ساحات بغداد ويضرموا فيها النار، … ولكن الحقائق لا تباد ولا تندثر …فهو الخليفة العباسي الثاني، هذا مكتوب في ألواح التاريخ، هو بان بغداد حكم 21 عاماً وكان حين يسحب سيفه، يرجع الصدى من العالم ويقال أن خليفة المسلمين في بغداد عازم على شيئ …
بغداد مركز هو أسسه ليكون عاصمة العرب والمسلمين، وهو من حدد الشكل والأبعاد، جعلها دائرية لفكرة لاحت برأسه، وجعلها مركز العالم، أطلق العلماء والمفكرين والأدباء، وكل ذي بصر وبصيرة، وعين قادة الجند، وقضاة الدولة، وحكماءها فكانت دولة … دولة ليست كالدول … مئات من السنين وبغداد لم يكن فيها رأس أبو جعفر المنصور .. بل أخباره .. بل صدى صوته، بل صوت تهجده … بل سيرته التي لا تندثر .. وما ضر إن مرت بضعة سنين أخرى بدونه ..! يوماً ستؤلف لجنة، من أخصائيين يقال لهم بغداد … وأبو جعفر المنصور .. رغم أن هذا لا يحتاج للتذكير …. ولكن يمكن القول فقط : ” بغداد المنصور “. وتكتب بلغات العالم في مدخل المدينة :
• (Baghdad AlMansur)……………………. باللغات اللاتينية
• バグダッド・アル=マンスール …….. باللغة اليابانية
• 巴格達曼蘇爾 …………………………………باللغة الصينية
• बगदाद अल-मंसूर …………………………. باللغة الهندية
• Багдад аль-Мансур ………………………… اللغة الروسية