بدءا لابد من تذكير لمن قد نسى وتعريف لمن لا يعرف إن الحسين ليس شيعيا ولا سنيا بل هو نبع الاسلام وابن نبعه وسبط رسوله وحامل وحيه وإنه لم يكن عدوا لأحد من المسلمين ولا كارها لقبيلة من قبائلهم ولا حامل ثأر لعائلة من عوائلهم . الحسين رجل من رجالات الاسلام وإبن بيت الوحي و عنوان وراية الايمان بالله وبدينه وبرسوله رأى إنحرافات و ممارسات تشوه دين جده وأبيه وصحابة جده وأبيه وأستجاب لنداء الاصلاح ممن وقع البغي عليهم .
الحسين نال الخلود في ذاكرة الدنيا ببطولته وبسالته وإقدامه وشجاعته وبصدق وحق عقيدته ونال الآخرة بتأدبه واتباعه لتعاليم الدين القيم وسيرة جده وأبيه وصحابتهم الكرام . نال خلود الدارين لانه أرضى الله ورسوله وتمسك بالقران وسنة النبي صلوات الله وسلامه عليه .
لم يستشهد الحسين وأهل بيته وأصحابه ولم تتعرض عائلته لما تعرضت له من محن وفواجع لكي تنمو على مثابات بطولته وإسلامية ثورته خلايا الاحزاب الوضعية ولا انتفاع التجار و محترفي التجاره ولا وجاهة الباحثين عن الوجاهة في السلطة والمال بل من أجل إعلاء كلمة الله في الارض عبر القران والسنة وكل ما فاض به ديننا الحنيف من علم و وعي وتنوير وأنوار حق واتباع للحقيقة و رفض للباطل والزيف والانحراف والظلم والتسلط و الاستعباد .
إستشهد الثائر الاعظم في سفر البشرية ليعز الانسان نفسه بدينه وإيمانه ونقاءه وطهره وصدقه وعدله مع نفسه ومع غيره لا ليصير حصة مذهب ولا زعيم طائفة و لا خيمة لحزب أو سلطة . فالحسين وثورته وخلوده هو لكل البشرية ولا غرابة أن نجد من لا يعرف الحسين فثمة بشر لا يعرفون محمد صلى الله عليه واله وسلم وثمة بشر تنكروا للانبياء والرسل بل منهم من عذب الانبياء والرسل بل الغرابة كل الغرابة أن نرى الغلو والتطرف باسم ابن فاطمة الزهراء وأن نرى من يقتل الان بدم بارد وينسب جريمته وإثمه وفجوره الى كربلاء ومعركتها وفاجعتها وهو يقتل من أجل السلطة وغنائمها لا من أجل إحياء ذكرى عاشوراء لان الله سبحانه هو من خلد الحسين سيدا للشهداءوهو من علم الانسان معنى الشهاده والله جل في علاه هو من قال في محكم كتابه العزيز ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون وهذا هو الخلود وليس الخلود بطقوس وشعائر ابتكرها البعض لاغراض في نفوسهم .
عظم الله إجور المسلمين ، كل المسلمين ، بذكرى فاجعة الطف وسلام الله على الحسين وصحبه الى يوم الدين .وسلام كربلاءوالعراق بلد المجد المؤثل والبطولات الفريده وأرض العروبة والانبياء والرسالات .
