أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن النهج الذي تسير عليه حكومة دولة الإمارات يكمن في التوازن الدقيق في عملية تنمية البنية التحتية المرئية للدولة من طرق ووسائل نقل واتصالات وتنمية البنية التحتية غير المرئية كتطوير الأنظمة الحكومية والتعليم والمهارات وصناعة التطبيقات التكنولوجية وإجراء الأبحاث والدراسات ودعم الابتكارات.
وشدد على أن الابتكار في الحكومات ليس ترفًا فكريًا أو تحسينًا إداريًا، وإن الابتكار في الحكومات هو سر بقائها وتجددها وهو سر نهضة الشعوب وتقدم الدول.
جاء ذلك على هامش معرض الحكومات الخلاقة الذي تستضيفه القمة العالمية للحكومات في دورتها الخامسة، وينظمه مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي.
أضاف الشيخ محمد بن راشد “القمة العالمية للحكومات حوّلت جزءًا أصيلًا من عملها إلى منصة عالمية للابتكار لتحتضن المواهب وتستعرض النتائج، وتلهم حكومات العالم لتسخير العلوم والتقنيات الحديثة لما فيه خير الإنسانية جمعاء”.
أكد بن راشد أن المعرض يقدم نموذجًا عن توظيف العلم والابتكار والإبداع في خدمة الشعوب، وأمثلة عما يمكن أن تقوم به الإرادة عندما تجتمع مع العلم والعمل والالتزام بمصالح المواطنين”.
وأوضح أن المعرض يعزز مكانة الإمارات كمرجعية معرفية وعلمية عالمية وحاضنة للابتكارات والإبداع في مختلف مجالات العمل الحكومي، مشيرًا إلى أنه عندما تكون الحكومات مبتكرة فإن بيئة الدولة تكون كلها مبتكرة، وعندما تشجع البيئة على الإبداع والابتكار تنطلق طاقات الناس نحو آفاق جديدة وتتفق مواهبهم ويصبح تحقيق أحلامهم وطموحاتهم ممكنًا، وهذا أحد أسرار نجاح الدول التي تشجع شعوبها على الابتكار.
ويستضيف المعرض هذه السنة عددًا من التجارب الحكومية المميزة التي تم استلهام معظمها من التقرير الذي قام بتطويره مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي، بالتعاون مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية «OECD» عن «الاتجاهات العالمية في الابتكار الحكومي».
ويقدم المعرض لجمهوره هذه السنة مشروع «أولمبيوم» الذي طوره ائتلاف علم «الميتاجينوميكس» وهو ائتلاف يضم 70 مدينة من جميع أنحاء العالم، ويركز المشروع على تحليل مجموعة الميكروبات المتعايشة مع الإنسان، أو أي من الأحياء الأخرى قبل وأثناء وبعد دورة الألعاب الأولمبية، إضافة إلى استعراض تجربة البلديات المحلية في دولة اليابان التي قامت بتطوير برنامج «تاكانوم» الذي استخدم أحدث التقنيات لتحديد أصغر أنواع المخلفات كأعقاب السجائر مما أسهم في جمع النفايات بفعالية أكبر وساعد العديد من المدن اليابانية على التمتع ببيئة خالية من المخلفات.
ويشهد المعرض هذه السنة تجربة وزارة البيئة بجمهورية بيرو في الاستعانة بالنسور لتحديد مواقع مكبات النفايات غير القانونية وتجربة «رابطة الحلاقين في ليون» التي ابتكرت برنامجًا يسمى «باربر توك» للحد من حالات انتحار الرجال، وتجربة «وكلاء الحكومة المفتوحة»، وهي مبادرة فريدة من نوعها ابتكرتها حكومة البرازيل من أجل الاستفادة من خبرات أفراد المجتمع لتعزيز أداء موظفيها وسيتعرف زوار معرض الحكومات الخلاقة لهذه السنة على حملة «لا تدفع» التي ابتكرها طالب في جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة الأمريكية وهي عبارة عن أول محامي روبوت مجاني في العالم.
كما يستضيف المعرض تجربة دولة «البرتغال» المبتكرة في تنظيم فعالية وطنية لوضع ميزانية تشاركية هي الأولى من نوعها على مستوى العالم، بهدف تعزيز الثقة بين الأفراد والحكومة الاتحادية، وإشراك الفئات الاجتماعية كافة والمدن والأرياف في وضع التصور الأمثل للميزانية العامة للدولة، ومشروع صرف الميزانيات قبل وقوع الكوارث الطبيعية، الذي ابتكرته وزارة البيئة في توجو بالتعاون مع بعض الشركاء الدوليين، وتجربة المركز الوطني لابتكارات القطاع الحكومي في الدنمارك في تعزيز ثقافة الابتكار.