هو بهاء الدين بن عبد الله الأسدي قراقوش وسمي بالاسدي حيث انه دخل مصر مع جيش أسد الدين شيركوه عم صلاح الدين الأيوبي في اثناء انهيار الدولة الفاطمية… وقراقوش كان أحد كبار المهندسين البنائين في تاريخ الاسلام واشتهر بالإنجاز السريع لكل ماهو صعب.. ولكن الحاقدين والحاسدين والمتربصين والموتورين واحدهم “ابن مماتي” الف كتابا عنه”الفاشوش في معرفة اخبار قراقوش” وسطر فيه قصص عن ظلم واستبداد قراقوش” وانتشرت على السنة العامة..ومعنى قراقوش في التركية”النسر الاسود” وكان احد أضلاع مثلث الدولة الايوبية مع القاضي الفاضل والفقيه عيسى المهكاري…ولان الدولة الايوبية كانت تواجه خطر التهديد الاوروبي وجيوش الفرنجةفكانت ذا صبغة عسكرية فاتجهت الى اقامة الحصون والقلاع والاسوار والتي كانت تحت اشرافه وعندما تولى صلاح الدين الأيوبي الحكم رسميا عهد اليه بالقصر الفاطمي والذي كان يحتوي على كنوز الاسرة الفاطمية لامانته واخلاصه…وقد برع في تشييد قلعة صلاح الدين في المقطم والتي ظلت مقرا للحكم حتى عهد محمد علي الى ان استبدلها الخديوي اسماعيل…وكذلك قلعة المقسي وهو برج كبير بناه على النيل وابراج اخرى على الطراز الافرنجي….وبنى اول سور بالحجر حول الجيزة من ناحية الصحراء الغربية من احجار تشبه احجار الاهرامات وسور اخر يحيط بالقاهرة وهو السور الثالث بعد سور جوهر الصقلي وبدر الدين الجمالي الفاطمي وكان السوران من الطوب اللبن وليس من الحجارة…اما سور عكا الشهير فقد كان ايضا من هندسة وبناء قراقوش والذي امر ه صلاح الدين بإعادة بنائه بعد استردادها بعد بيت المقدس وقد تهدم سورها والذي حاصره الفرنجة بعد ذلك عامين كاملين وقطعوا عن المدينة الإمداد واحتلوها وأسروا الجنود ومنهم قراقوش ولم يفرج عنه الا بعد معاهدة الصلح ١١٩٢….وبعد وفاة صلاح الدين الأيوبي..عمل قراقوس في خدمة العزيز بالله واحبط مؤامرة العادل لخلع العزيز بالله والذي توفى وترك الخلافة لابنه المنصور ولم يبلغ التاسعة فكان قراقوش الوصي على العرش..وعندما انقسم الصلاحية والاسدية استعانوا بالملك الأفضل عم المنصور وتنازل له قراقوش عن الوصاية بكل أريحية …ولكن العادل والذي كان يحكم الشام ظلت عيناه على القاهرة وبرغم الحصون والاسوار والخنادق التي شيدها قراقوش لصده الا انه استولى عليها…..وتوارى قراقوش في الظل الى ان وافته المنيةفي ١٢٠٠م بعد حياة مليئة بالعطاء والاخلاص والبناء…والان وبعد ان عرفنا الحكاية..فلنتذكر كم من البشر قد ظلمتهم أقلام مسمومة وروايات مغرضة واهالت عليهم التراب ونسجت أحاديث الخيال التي كاد ان يصدقها بل صدقها الكثير…الى ان يأتي يوم ويجود الزمان بأحد الفرسان المخلصين ليضع الحق في نصابه..فكم ظلم التاريخ الرئيس محمد نجيب الى ان تم تشييد اكبر قاعدة عسكرية باسمه…وكم ظلم المتأسلمين الراحلة الشهيدة ام الابطال السيدة جيهان السادات باحاديث هي الافك بعينه وعي زوجة الشهيدالبطل الذي قتلوه بفتواهم الظالمة لينصفها الفارس بجنازة عسكرية لم تحدث في التاريخ ووسام هو الارفع في الدولة المصرية …ولذلك لابد ان نراجع التاريخ جيدا حتى لا يجرنا احد الى مظاهرات المغرضين والافاقين…رحم الله المخلصين وبارك الله في الفرسان في كل زمان
