بدأت الأذرع الإعلامية والحقوقية التابعة لجماعة «الإخوان» الإرهابية فى الضغط من كل جانب على إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لدفعها للتراجع عن مساعيها لإدراج التنظيم على قوائم الجماعات الإرهابية الأجنبية.
فقد دعت منظمة «هيومان رايتس ووتش» لحقوق الإنسان إلى عدم تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية، زاعمة أن الجماعة «حركة اجتماعية وسياسية إسلامية دولية لها عدة أحزاب سياسية وجمعيات خيرية ومكاتب مستقلة فى الشرق الأوسط وأوروبا وأماكن أخرى»، ومتذرعة بأن «الجماعة لها مكاتب فى قطر وتركيا وبريطانيا ودول أخرى، لكن ليس لها أى وجود رسمى فى الولايات المتحدة».
وادعت المنظمة أن مساعى واشنطن لتصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية أجنبية «من شأنه تهديد حق المسلمين فى تشكيل جماعات داخل الولايات المتحدة، ويقوض قدرة أعضاء وأنصار الإخوان على المشاركة فى الحياة السياسية الديمقراطية فى الخارج».
وزعمت لورا بيتر مستشارة الأمن القومى الأمريكى فى هيومان رايتس ووتش أن «الإخوان منظمة سياسية كبيرة ومعقدة وتنشط فى عدة دول»، وقالت إن سعى إدارة ترامب لتصنيفها كمنظمة إرهابية يبرز إصرارها على تبنى سياسة فضفاضة جدا من شأنها الإضرار بمشاركة المجموعات الإسلامية فى العملية الديمقراطية، على حد ادعائها.
وحذرت المنظمة من أنه فى حالة إدراج الجماعة كمنظمة إرهابية، سيصبح أعضاؤها، وأى شخص يُشتبه فى تقديمه دعما أو موارد لها فى أمريكا أو خارجها، عرضة لخطر الإبعاد من أراضى الولايات المتحدة، إن كان غير أمريكي، إضافة إلى تجميد أصوله.
وزعمت أيضا أن تصنيف واشنطن للإخوان كمنظمة إرهابية «قد يشعر دول الحلفاء، ممن لم يصلوا إلى استنتاج مماثل، بضغوط لتغيير مواقفهم، فى حين قد تستخدم الحكومات المعادية للجماعة هذا كذريعة لعمليات قمع ذات دوافع سياسية».
وتزامن هذا النزاع المستميت من جانب المنظمة الحقوقية مع ادعاءات مماثلة نشرتها هيئة تحرير صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية فى مقالها الافتتاحى تحت عنوان «ليس كل الإسلام عدوا»، حيث زعمت أن جماعة الإخوان هى الأوسع نفوذا فى الشرق الأوسط، مدعية أن إدراجها فى قوائم الإرهاب قد يعتبره بعض المسلمين معاداة لهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصراع ضد التطرف معقد للغاية ولذلك فلابد من إيجاد حلول تأخذ فى الاعتبار الحقائق وتتفهم عواقب أى قرار يمكن اتخاذه.
وزعمت «نيويورك تايمز» أيضا أن أحد الأسباب وراء عدم إدراج التنظيم على قوائم الإرهاب هو أنه يضم ملايين الأعضاء، كما أنه ليس منظمة واحدة بل يضم تحت لوائه مجموعة من الجماعات والحركات التى تختلف بشكل كبير من دولة لأخرى.
كما زعمت أن الإخوان تعمقوا فى الحياة السياسية فى العديد من الدول الحليفة لأمريكا ، ومن بينها تركيا، وأنهم يديرون المستشفيات والمدارس فى العديد من الدول، وتساءلت : «كيف ستتعامل إدارة الرئيس ترامب مع هذه الدول بعد إدراج التنظيم على قائمة الإرهاب»؟
وتأتى افتتاحية «نيويورك تايمز» كتعليق على تقرير إخبارى نشرته الصحيفة أمس الأول أيضا حول مساعى إدارة ترامب لإدراج الجماعة على قوائم الإرهاب الأمريكية.
وسارت صحيفة «واشنطن بوست» على نهج شقيقتها «نيويورك تايمز»، بنشر مقال لحقوقى يدعى «أرجون سينج سوت» تحت عنوان «دعوة الإخوان بالإرهابيين سيضر مسلمى أمريكا»، حيث حذر من أن إدراج التنظيم على قوائم الإرهاب سينعكس سلبا على المسلمين داخل الولايات المتحدة، الذين سيقعون ضحية للترهيب والتحرش وتشويه سمعة الجماعات المسلمة والعربية بشكل عام.
يأتى ذلك فى الوقت الذى كشفت فيه صحيفة «ميامى هيرالد»الأمريكية عن رسالة بعث بها خالد شيخ محمد، المعتقل فى جوانتانامو والمشتبه به فى تدبير اعتداءات ١١ سبتمبر ٢٠٠١، إلى باراك أوباما الرئيس الأمريكى السابق أكد فيها أن الاعتداءات نتيجة مباشرة للسياسة الخارجية الأمريكية والقتلى الأبرياء الذين أوقعتهم.
ووجه خالد شيخ محمد رسالته المؤلفة من ١٨ صفحة إلى من وصفه بـ»رأس الأفعى، باراك أوباما» رئيس «دولة الاضطهاد والطغيان».