في مقدمة الكتاب
ولينظر وليتأمل أصحاب العقول
كيف خلق الله المسيح عليه السلام وكيف يتكلم في المهد وكيف رفعه ومَن تدبر في خلق نفسه عرف أنه مخلوق من مخلوقات الله ـ سبحـانه وتعالى ـ بعقيدة راسخة، وأن هذا المخلوق الإنساني لهو العجيبة الكبرى على هذه المعمورة.
وما نراه اليوم من صراعات عنيفة تشهدها البشرية هو نتاج انحراف البشرية وتلاعبهم في بعض رسالات السماء الذي ترتب عليه انحرافات في العلاقة بين الناس وما تبعه من تعصب اعمي وصراع بين فرق اليهود وفرق النصارى وفرق الإسلام
ومن هنا فإننا في حاجة ماسه إلى دراسة مفصله عن قاسم مشترك بين اليهودية والنصرانية والإسلام ألا وهو المسيح عليه السلام الذي يجمع الكل في أخر الزمان ولنرجع إلى المصادر الأساسية
اهميه الموضوع موضح لقد كان عيسى بن مريم عليه السلام وأمة آية من لله سبحانه وتعالى الفريدة في عالم الخلق والتكوين لم يجعل لهل مثيل في العالمين . فكانت حياة عيسى عليه السلام بمرحلتيها –
الأولى: من الولادة حتى الرفع،
والثانية: من النزول حتى الموت كلها بركة .
ذلكم أن الله عز وجل هو الذي جعل عيسى عليه السلام مباركاً وأن هذا الجعل دليل على قدر الله النافذ في عيسى عليه السلام .
وشخصيه المسيح عليه السلام موجودة في جميع الشرائع السماوية مما يجعلنا أن نقرب وجهات النظر في حوار الأديان وقبول الأخر ليكون سلاما عالميا وليعم الخير والبركة على البشرية فاليهودية
تؤمن بالمسيح عليه السلام وتقول لم يأتي وعلى يديه البركة .
وتؤمن النصارى بالمسيح عيسى بن مريم عليه السلام وتقول على يديه البركة والمجد.
و الإسلام يشرف عيسى عليه السلام ويقول الحق دون ضغينة وحقد ودون إفراط في التشريف ويؤمن الدين الإسلامي بجميع الشرائع السماوية ويثبت ما أثبته الله لعيسى عليه السلام ويثبت له البركة
ومنها قول الله سبحانه وتعالى ” وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً ”
وفي قول الله عز وجل (مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ )
يتبين أن الله سبحانه جعل عيسى مباركاً أينما كان
وفي كل لحظات عمره مما يجعلنا نتتبع حقائق البركة في هذا العمر.
من رزق أمه مريم كدليل على قدرة الله إذا أراد شيئا
( فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لكي هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ)
إلى الولادة حيث لم يزل تحت أمه
“فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً ”
فيدل أمه إلى نهر يجري تحتها
كما يطلب منها أن تهز إليها بجذع النخلة ”
وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً”
ولما كانت البركة تمام النعمة فقد اجتمع إلى نعمة الشراب والطعام نعمة الأمان من شر قومها
( فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيّاً)
ثم يكون الكلام في المهد وهو النص المثبت لجعل عيسى مباركا (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً * وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً)
يتضمن حقائق أساسية في قضية عيسى بن مريم عليه السلام حيث إثبات أن فعل العبد خلق لله تعالى يتضمن إثبات خلق العبد ذاته قبل أفعاله ,
وهنا يتضح أن معجزات عيسى عليه السلام وأعماله دليل على عبوديته .
من ذلك المنطلق فان قضيه ابن مريم عليه السلام تسير في عقل الإنسان وفى اعتقاد الإنسان تساؤلات في جميع العصور وعلى جميع الشرائع
لأن المسيح عليه السلام
لم يكن عصر ومنتهى بل عصر سابق وعصر سوف يأتى لتوحيد الأديان ومحاربه الشر فكان الموضوع ذات أهميه بالغة وليس من حق أي منظمة الآن أن تحتكر حق تحديد من هم الأشرار
كما يعتقد الكيان الصهيوني أن الأشرار هم العرب ولكن العرب من نصارى ومسلمين يؤمنون بالمسيح عليه السلام ولا اعتقد أن أهل دين سماوي من الأشرار
أما الأشرار في اعتقادي قوم يأجوج ومأجوج وبنزول المسيح عليه السلام يتم محاربتهم
فالموضوع ذا خطورة بالغة
فى اختيار الموضوع في الظروف الحالية التي يعيشها العالم من تعصب أعمى و ازدراء للأديان والاتجاه إلى المادة والكتاب اللاهث وراءها دون المعرفة عن حقائق العلم التي هي من مصدر سماوي
الحروب الدائرة وانحراف بعض الطوائف عن الصواب من اليهود والنصارى والمسلمين
مع أن الكل صاحب كتاب سماوي لو رجع اليهود إلى التوراة والنصارى إلى الإنجيل والمسلمين إلى القرآن لعرف الجميع أن الدين واحد شرط أن يبتعد عن الأهواء
ووجدت قاسما مشترك هو المسيح ابن مريم عليه السلام الذي يوحد صفوف أهل الأديان السماوية في حوار مشترك
فهذا الموضوع مطروح على الساحة الآن مما جعلني اكتب فيه
نحتاج إلى معجزات عيسى عليه السلام والى الحياة الروحية في وقت طغت عليه المادة
فى منهج الكتاب
المنهج التحليلي والاستقراء والاستنباط طريقا لعرض الآراء ومقارنتها وموازنتها وترجيح ما أراه اقرب إلى الواقع وادني إلى الحقيقة
حيث أن لا احد يملك الحقيقة المطلقة إلا الله سبحانه وتعالى . ولم اذكر رأى الشريعة اليهودية أو المسيحية أو الإسلامية مقارنة بينهم لان في اعتقادي أن الكل واحد ولا يوجد خلاف بينهم .ولكنى أقارن بين مفهوم الدين لدى المذاهب اليهودية والنصرانية والإسلامية واختلف مع بعض المذاهب ولكنى اذكر ري المخالف حيث إنني أختلف مع بعض فرق اليهود واثبت أن المسيح عليه السلام فد جاء من طريق طاهر خلافا لما يدعيه بعض فرق اليهود.وكذالك أتكلم عن فرق النصارى واختلف مع بعض فرق النصارى واذكر المخالف ولكن في اعتقادي أن المسيح عليه السلام لم يكن الله أو ابن الله الوحيد. وكذالك اختلف مع بعض فرق المسلمين وبعض العلماء مع ذكر رأيهم ولكن أرجح بان عيسى بن مريم عليه السلام مرفوع حي ومازال حي حتى الآن .
وإنما اتفق مع جميع الشرائع السماوية بان مصدرها واحد .
وفى نهاية الكتاب أذكر جوانب الاتفاق بغيه الوصول إلى هدف واحد هو الحوار والسلام بين الأديان.
كما اختصرت في النصوص وحاولت أن يكون الكتاب بإيجاز غير مخل وإطناب غير ممل. كما اتخذت المنهج التاريخي سبيلا حيث تناولت الأفكار والآراء في نشأتها وتابعت بدقه وعمق تطوراتها وتنوعاتها وأهدافها وغاياتها كي يسهل الحكم عليها بداية من قبل مولد المسيح عليه السلام إلى رفعه في السماء إلى نزوله الأخير على الأرض وهنا يكون الاتفاق بين الشرائع السماوية إلى شريعة واحدة على يد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام في نزوله الأخير
موضوعات الكتاب
الفصل الأول مجتمع اليهود قبل مولد عيسى بن مريم عليه السلام مقسم إلى خمسه مباحث كالتالي :-المبحث الأول مجتمع اليهود قبل مولده0
المبحث الثاني مولده بدون أب
المبحث الثالث نشأتـه و حياته
المبحث الرابع رسالته
المبحث الخامس معجزاته و رفعه إلى السماء
الفصل الثاني المسيح عليه السلام في اعتقاد اليهود من خلال فرقهم بقضية الرفع والنزول مع الترجيح والخلاصة والنتائج وهو مقسم إلى ثلاث مباحث كالتالي :
المبحث الأول : المسيح عليه السلام في الاعتقاد اليهودي
المبحث الثاني : رفع المسيح عليه السلام في الاعتقاد اليهودي
المبحث الثالث : نزول المسيح عليه السلام في الاعتقاد اليهودي 0
الفصل الثالث المسيح عليه السلام في اعتقاد فرق النصارى ورفع ونزول المسيح عليه السلام مع الترجيح والخلاصة والنتائج وهو على ثلاث مباحث كالتالي
المبحث الأول : المسيح عليه السلام في اعتقاد النصارى
المبحث الثاني : رفع المسيح عليه السلام في اعتقاد النصارى 0
المبحث الثالث : نزول المسيح عليه السلام في اعتقاد النصارى 0
الفصل الرابع اعتقاد المسلمين في المسيح عليه السلام ومنكري الرفع والنزول للمسيح عليه السلام ومناقشه الأدلة والترجيح مع ذكر الأدلة من القرآن والسنة على رفع المسيح عليه السلام
والخلاصة وهو مقسم إلى ثلاث مباحث كالتالي
المبحث الأول : المسيح عليه السلام في الاعتقاد الإسلامي 0
المبحث الثاني : رفع المسيح عليه السلام في الاعتقاد الإسلامي
واختلاف الفرق فيه
المبحث الثالث : نزول المسيح عليه السلام في آخر الزمان في الاعتقاد الإسلامي
الفصل الخامس وهو الفصل الأخير و المبحث الأخير تناولت فيه تقريب وجهة النظر في الاعتقاد بين الشرائع الثلاثة 0
أوبغية الاتفاق بين الشرائع السماوية الثلاثة
وألا: الكل يتفق على أن هناك ما يسمى بالمخلص أو المسيا أو المسيح
ثانيا : اتفاق النصارى والمسلمين على معجزات المسيح عليه السلام
الرجاء المبارك في نزول المسيح عليه السلام بين الشرائع السماوية الثلاثة
تحياتى د / أحمد على عثمان
الموسوعة الإنسانية